علم التوقيت والعناية به بالمغرب.
نظمت بمكناس، أيام 08 .09 . 10أبريل 2014، دورة تكوينية وطنية لفائدة
المكلفين بتدريس مادة التوقيت في موضوع منهجية تدريس مادة التوقيت بالتعليم
الثانوي العتيق وتدريبات على تنصيب المحراب.
ويعتبرعلم التوقيت من أقدم العلوم التي عرفتها البشرية، وأشرفها منزلة،
وأشدها تحديدا للفكر والنظر، وتذكية للفهم، ورياضة للعقل، وهو عبارة عن
قواعد كلية، وقوانين عامة يبحث بها عن النجوم وأفلاكها ومعرفة أوقات
العبادات وعدد السنين، وجهة القبلة، وحساب الأهلة والخسوف والكسوف وصناعة
الآلات الفلكية.
فوائد علم التوقيت
تفرع علم التوقيت عن علم الفلك، وقد اهتم به المسلمون قديما وحديثا لأنه
أحد علوم الآلة الضرورية في الدين، ولما له من فوائد كثيرة منها:
- استخراج أوقات الصلاة التي هي عماد الدين، قال الله تعالى: ﴿إن الصلاة كانت على المومنين كتابا موقوتا﴾ (النساء: 103)كوقت طلوع الفجر وطلوع الشمس والظهر الأول والظهر الثاني والظهر الثالث والعصر الأول والعصر الثاني والعصر الثالث وغروب الشمس والعشاء ووقت الضحى وصلاة العيد والثلث الأخير من الليل..﴾
- معرفة جهة القبلة لأن الصلاة لا تصح إلا بتعيينها، قال الله تعالى: ﴿ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام (البقرة:149). حيث إن هناك عدة طرق لتحديد القبلة إذ يتم تحديدها بالربع المجيب أو الربع المقنطر أو الأسطرلاب أو غيرها من الآلات الفلكية.
- معرفة مدخل الشهر القمري العربي بالحساب كفاتح رمضان وفاتح ذي الحجة وما ينبني على ذلك من تحديد لأيام العيد وأيام الحج (يوم عرفة) والأيام المباركة. كما يعرف به وقت حدوث الكسوف والخسوف الكلي أو الجزئي. وهذا ما يعرف بعلم التعديل.
- معرفة عدد السنين والحساب، قال الله تعالى: ﴿ هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ﴾. (يونس: 05)ومن تم فهناك السنة العربية القمرية والسنة الشمسية.وهذا ما يسمى بعلم التقويم.
- معرفة منازل القمر الثمانية والعشرين التي يستدل بها على أحوال المناخ والفلاحة، وهذا ما يسمى عند العرب بعلم الأنواء.
- معرفة السير في البر والبحر والليل والنهار بالتعرف على نجوم الاهتداء في السماء، قال الله تعالى: ﴿وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر ﴾(الأنعام: 98).
- معرفة كثير من المفاهيم المتعلقة بسير كوكب الأرض والقمر والشمس والأجرام السماوية وهذا ما يسمى بعلم الهيئة.

عرض للآلة الفلكية المسماة بالأسطرلاب بإحدى الدورات التكوينية
بعض أعلام علم التوقيت
نظرا للفوائد العظيمة التي يتميز بها علم التوقيت، اهتم به المسلمون،
وكانت له مكانة خاصة عندهم حيث أنشأوا العديد من المراصد الفلكية، وبرز فيه
كثير من العلماء كابن الهيثم والبيروني والبتاني ونصير الدين الطوسي
والخوارزمي وابن الشاطر، كما اهتم به المغاربة اهتماما كبيرا وبرز فيه
كثير من علمائهم كأبي علي المراكشي ومحمد العلمي ومحمد مكوار وابن عبد
الرازق والغازي الحسيني وإدريس العلمي ومحمد الرمشاني ومحمد البوجرفاوي
وألفوا فيه كتبا كثيرة.
عناية مديرية التعليم العتيق بعلم التوقيت
حفاطا على التميز التاريخي الذي عرفه المغرب بفضل جهود العلماء الموقتين
المغاربة وإنتاجاتهم العلمية في مختلف فنون هذا العلم ودقائقه، ورغبة في
الاستفادة من مكتسبات هذا العلم في بعض الوظائف الشرعية المرتبطة به، ووعيا
بأهمية علم التوقيت في التكوين العلمي لتلاميذ وطلبة التعليم العتيق،
وحرصا على إعداد خلف من الموقتين والموقتات الشباب، عملت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية – مديرية التعليم العتيق-على العناية بهذا العلم من خلال ما يلي:
- إقرار علم التوقيت كمادة دراسية ضمن برامج ومقررات التعليم العتيق;
-
تأهيل المدرسين والفقهاء وتعميق تكوينهم في علم التوقيت، من خلال
تنظيم دورات تكوينية أشرف على تأطيرها عدد من العلماء الموقتين وخبراء
متخصصين استهدفت مجالين أساسيين:
- تكوين تخصصي معمق في المادة العلمية،
- تكوين بيداغوجي;
- دعم مؤسسات التعليم العتيق والمدرسين بالمصادر والمراجع والوسائل التعليمية ذات الصلة بعلم التوقيت.
عرض لبعض صور الدورات التكوينية
نجد هنا عرضا لصور الأشغال النظرية والتطبيقية لبعض الدورات التكوينية:

المؤطرالأستاذ علي العكيد أثناء تأطيره لدرس تجريبي يلقيه أحد المتدربين بالدورة التكوينية المنعقدة بمدينة مكناس أيام 08 و09 و10 أبريل 2014.
