سجناء فرنسيُّون بالمغرب يُضرِبون عن الطعام للمطالبة بالترحيل
النزلاء الفرنسيُّون في سجُون المملكة يبدُون منْ أكبر المتضررِينْ جراء تعليق المغرب جميع الاتفاقيَّات القضائيَّة المبرمة مع فرنسا، على إثر استدعاء المدير العام لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي، بباريس، ومن تبعاتهَا أنْ دخلَ اثنان وعشرُون سجينًا فرنسيًّا، اليوم، إضرابًا مفتُوحًا عن الطعام، للمطالبَة بالترحِيل إلى بلادهم، بمقتضى الاتفاقيَّة الموقعَة بين المغرب وفرنسَا في العاشر منْ غشتْ 1981.
السجناء الفرنسيُّون توجهُوا برسالةٍ إلى الرئيس فرانسوَا هولاند، تتوفرُ هسبريس على نسخةٍ منها، يقولون فيها إنَّ تعليق الاتفاقيَّات القضائيَّة بين المغرب وفرنسا كانَ وبالًا عليهم، وأنهم ارتأوْا دخول معركة الأمعاء الخاويَة للضغط عبر منابر الإعلام، كيْ تجد بلادهُمْ حلًّا لمأزقهم، على اعتبار أنهُمْ ينتظرُون الترحِيل منذ مدَّة ليستْ بالقصيرة، واصفِين ظروف إيوائهم في السجون المغربيَّة بغير القابلة للتحمل.
ائتلافُ السجناء الفرنسيِّين بالمغرب كتبَ إلى هولاند " السيد الرئيس، أنتم تمثلُون قيم الجمهوريَّة، مجسدة في الحرية والمساواة والأخوة، وأنتم الضمان لاحترام حقوق الإنسان، ومن ثمَّة فأنتم الشخص الوحِيد القادر على التدخل لإنهاء ما نكابدهُ من معاناة".
ويقول جمال، وهو سجينٌ فرنسيٌّ من أصل مغربيٍّ، يقضي عامهُ الثالث بالمغرب، في اتصالٍ مع هسبريس إنَّ قرار الإضراب عن الطعام يأتي للفت انتباه السلطات المغربيَّة كما الفرنسية، واصفًا استمرار اعتقالهم في المغرب بالعنف والإهانة، قالُوا إنَّ مدانين فرنسيين كثرًا أمام القضاء المغرب بنيتْ الأحكام التي صدرتْ في حقهمْ على اعترافاتٍ غير صحيحة.
في المنحى ذاته، يشعرُ السجناء الفرنسيُّون بالمغرب أنَّ سلطات بلادهم لم تتحرك على النحو المطلوب لمعالجة مأزقهم، بعدما تسبب حادثها الديبلوماسي مع الرباط، في تجميد الاتفاقيات القضائيَّة، مما لمْ يعد معه من حلِّ سوى الضغط بالإضراب، الذي أعلنُوا مواصلته إلى حين انفراج ملفهمْ.
المضربُون عن الطعام طالبُوا من بلادهم أن تبحث مع نظيرتها المغربيَّة سبيلًا إلى تحسين الظروف الإيواء، التي قالُوا إنهَا جدُّ مترديَّة، مع تنصيب ممثلٍ للمصالح القنصليَّة لمعالجة بعض الحالات الصعبة، سيمَا أنَّ عددًا منهمْ يعانُون أوضاعًا صحيَّة، مترديَّة، بدنيًّا ونفسيًّا، على حدٍّ سواء.
وليقنعُوا بلادهم بأنَّ الوضع صعب داخل سجون المغرب، دعاها المضربُون إلى الأخذ بما تقوله تقارير دوليَّة كثيرة عن الإيواء بالسجون المغربية، واصفِين إيَّاهُ بغير الإنسانِي، داعِين إلى حلِّ إشكال الاتفاقيات القضائيَّة المعلقة بين المغرب وفرنسا في وقتٍ قريب، كيْ يمضُوا ما تبقَّى من عقوباتهمْ في فرنسا، غير بعيدٍ عنْ ذويهم.